Page 6 - العدد الثاني - جمعية المحللين الماليين
P. 6
بالإضافة إلى قيام البنك بإقراض نسبة كبيرة من السيولة المتوفرة في البنك مع اليقين لدى البنك بأن العملاء المودعين قد يقبلون على
سحب الودائع الناتج عن طبيعة عملاء البنك ذوي الخطورة العالية.
رابعا :بدأ البنك في حينها في البحث عن طرق لتلبية عمليات سحب العملاء حيث قام البنك ببيع حافظة السندات بخسارة لغايات
تمويل عمليات سحب الودائع ،وقد كان ذلك قبل الانهيار بيومين حيث قام البنك ببيع محفظة سندات بقيمة 12مليار دولار تتكون
معظمها من سندات الخزانة الأمريكية وقد حققت المحفظة متوسط عائد بمقدار ،٪97.1أقل بكثير من عائد سندات الخزانة لأجل
01سنوات والذي يبلغ حوالي .٪9.3أجبر هذا بنك BVSعلى الاعتراف بخسارة 8.1مليار دولار ،والتي كانت بحاجة إلى تعويضها
من خلال زيادة رأس المال.
وآمن ،حيث انه يمكن ان يكون ذلك سراب في غضون ساعات ،نظ ًرا الى سرعة انتقال المعلومات ونحن في عام خامسا :أعلن بنك BVSقبل الانهيار بيوم واحد أنه ينوي بيع 52.2مليار دولار من الأسهم العادية والأسهم
.2023 القابلة للتحويل لتعويض فجوة التمويل ،وقد أدى ذلك إلى توالي الخسائر للبنك حيث تم اغلاق سوق الأسهم
في يوم واحد بخسارة في أسهم البنك بنسبة ،٪06نتيجة الهلع لدى المستثمرين من أن عمليات سحب الودائع
وهنا نتساءل لماذا فشلت تلك المؤسسة المصرفية مبكرا؟
قد تدفعها إلى زيادة رأس المال.
إن اتباع سياسة التنويع في الاستثمار أفضل طريقة للحد من المخاطر ،سواء كنا نتحدث عن الاستثمارات أو سادسا :بدأ العملاء بسحب أموالهم من البنك بنا ًء على نصيحة شركات رأس المال الاستثماري وقد أثار هذا
حسابات الادخار أو التوفير. الفزع لدى المستثمرين مثل جنرال أتلانتيك ،أن BVSقد بدأ بيع الأسهم ،وانهارت جهود زيادة رأس المال في
حيث أن التنوع أداة قوية للحماية من التقلبات في الأسواق على العكس من ذلك فقد كان البنك يتعامل مع وقت متأخر من آخر يوم قبل الإفلاس.
فئة واحدة من المودعين من شركات التكنولوجيا الناشئة.
سابعا :سارع بنك BVSيوم الإفلاس لإيجاد تمويل بديل ،بما في ذلك من خلال بيع الشركة وفي وقت لاحق من
وهنا لابد لنا أن نوضح قصة العملاء الرئيسيون هم شركات التكنولوجيا الناشئة ومؤسسوها .وقد ساعدهم نفس اليوم ،أعلنت المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع ( )CIDFبعد ذلك بقرار إغلاق BVSووضعه
البنك من خلال تقديم الخدمات المصرفية للشركات والأفراد الذين غالبًا ما يجدون صعوبة في الوصول إلى تحت الحراسة القضائية الخاصة به وأضافت CIDFأنها ستسعى لبيع أصول BVSوأنه قد يتم دفع
الحسابات الرئيسية .وعادة ما يُنظر إلى الشركات الجديدة والمؤسسين المرتبطين بها على أنهم محفوفين بالمخاطر
من وجهة نظر البنوك ،مما يجعل العديد من البنوك الكبرى حذرة من منحهم إمكانية الوصول إلى الخدمات توزيعات الأرباح المستقبلية إلى المودعين غير المؤمن عليهم.
المصرفية. إنها المرة الأولى منذ فترة طويلة التي نرى فيها بن ًكا مثل هذا ،وبلمح البصر يتعرض لانهيار بعد ان كان مستقر
والسندات الأخرى عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية ،تتعرض الآن لخسائر مع ارتفاع تكاليف الاقتراض. ولهذا تم إنشاء هذا البنك لإصلاح هذه المشكلة .وهذا يعني أن قاعدة عملائهم كانت فئة واحدة ،وأن
ودائعهم النقدية كانت أقل “ثباتًا” من البنوك التقليدية .ذلك لأن الشركات الناشئة تتلقى التمويل من أجل
إن رفع سعر الفائدة يتناسب تناسب عكسيا مع الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية والذي يتأثر بالتغيرات
في توقعات أسعار الفائدة ،حيث أنه وبعد تصريحات السيد بأول بدأ المستثمرون في الرهان على ارتفاع أسعار إنفاقه.
الفائدة في المستقبل ،غير أن هذه الخطوة عكست مسارها بسرعة ،حيث أدى انهيار BVSإلى خلق مخاوف
بشأن تأثيرات ارتفاع أسعار الفائدة على الاقتصاد ،وخففت الأخبار الإيجابية في سوق العمل من الحاجة إلى إن ما حصل في البنك من انهيار لم يكن وليد اللحظة بل كان نتاج تراكمات من الأزمات أولها عدم اتباع سياسة
مزيد من الزيادات حيث “يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تباطؤ الاقتصاد ،وهذا يؤثر على الاقتصاد الأمريكي”. سليمة في الإقراض وأن المودعين ليس لديهم استقرار نقدي آمن ،كان آخرها فقدان السيولة النقدية.
“ما يحدث للقطاع المصرفي هو مؤشر على ما يخشى المستثمرون “ أنه يمكن أن يحدث لأجزاء أخرى من والحكاية هي ببساطة وبدون تعقيد لماذا كانت المفاجأة في الإفلاس؟
الاقتصاد” وهنا تكمن الخطورة فهل بنك knaB cilbupeR tsriFالأمريكي -يسير في أزمة مالية ،وهو أحد أكبر
بنوك أمريكا المتخصص في تقديم خدمات مصرفية بإجمالي أصول بلغت 1.181مليار دولار -حيث شهد السهم إن القصة تبدأ من سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة لغايات التصدي للتضخم وهذا
تراجعا كبيرا بأكثر من ، ،%06وسط مخاوف المستثمرين المتزايدة بشأن التداعيات المحتملة من انهيار مماثل ما كان في عام كامل بتطبيق سلسلة من الزيادة على سعر الفائدة ،وعندما بدأت المؤشرات تشير إلى تراجع
مستويات التضخم بدا الفيدرالي الأمريكي بتخفيض الزيادة في سعر الفائدة ،وسادت في حينها اجواء مريحة
...،الايام القادمة ستخبرنا بذلك. وملموسة في تحسن الأسواق وبورصة الأسهم ،ولكن المفاجأة كانت قبل أسبوع عندما أعلن بنك الاحتياطي
الفيدرالي عزمه على المضي في السياسة النقدية في رفع سعر الفائدة لعدم القناعة بتراجع مستويات التضخم وإن
وان ما يحدث الآن في الأسواق قد عكس مسار السياسة النقدية...حيث بدأت الخسائر المتوالية في أسواق
الأسهم ومؤشرات البورصة وانخفاض في بورصة العملات وارتفاع الاقبال على شراء الذهب كونه الملاذ الآمن في مستويات التضخم ما زالت مرتفعة.
حال عدم استقرار الأسواق. إن تلك السياسة النقدية برفع أسعار الفائدة لترويض التضخم المرتفع قد جعلت هنالك استمرارية في المخاوف
بشأن المزيد من العواقب غير المتوقعة على سبيل المثال ،البنوك التي جمعت سندات الخزانة الأمريكية
دراسة مؤشر الاستمرارية (التنبؤ بالفشل المالي) للبنك حسب نماذج المحللين الماليين وسنقوم بالدراسة عن بيانات 2022حسب النموذج التالي:
نموذج Altman and Mc Cough 1974
يعتمد هذا النموذج على خمس نسب مالية معروفة تدرس خمس متغيرات مستقلة ومتغيراً تابعاً يرمز له بالرمز ( )Zويعتبر هذا النموذج تعديل ًا لنموذج Altmanالذي تم وضعه .1968
7